رأيت جسدي المقطع والدماء منه تسيل
ظننت السماء تمطر زجاجا مكسر
رائحة الأرض مسكا لست لها ببصير
وقد تكون ريحا من أزهار عنبر
شكوت لجراحي علها ترحمني
من ألمها الذي بات عظمي به يتأثر
كم تأملت بتلك الحياة الضائعه
فبكى الركام حسرة عليها وتقهر
ركامي ليس ركام بيت أو دمار أرض
إنما ركام حياة ضاعت وأنا أتعسر
جمعت بعض الذكر الذي خاططه الصرخات
وأطلقت عناني في الموت عل بعده الكوثر
يدي هنا وقدمي هناك وقلبي في الزجاج
يعتصر دما ويبقى احساسا مكرر
دمعي حائر بكبريائه الذي لا يتركني
مع أنني مفارق حياتي بلونها المستتر
تسمع أذني صوت طائرة
فيأخذني خيالي إلى حقيقة المسيطر
فتسقط من بين الدموع قطرة دم
حياء من خالق رحيم مقتدر
وتلوح بي الأذهان إلى سؤال
قد يحبني الذنب ويفقدني طيب المبتكر
لم يا سماء أطلقتي علي الرصاص
ويا أرض تدفعين المدور
مع أنني لست القاتل المقصود بشره
إنما أنا المقتول المشرد المدمر
ألست من الأرض بحق الله عليك
وأنت وسيلة بين يديه لا أكثر
سلمت لك نفسي الهي
قابضا على جمر جراحي سعيدا بالكوثر
مني أنا الجريح مبتور الجناحين
مذبوح الرقاب وعظام أضلعي المتكسر