قد يظن البعض بأن الأراضي والجزر العربية المُحتلة هي فقط في مرتفعات الجولان السوري أو في سبتة ومليلة المغربيتين أو مزارع شبعا اللبنانية أو جزر أبو موسى وطنب الصغرى والكبرى الإماراتية المُحتلة من قبل إيران ؟..
ولكن للأسف فهناك أيضاً جزيرتا صنافير وتيران التابعة لأرض الجزيرة العربية بما يُسمى ( السعودية ) حالياً وهي جزر مُحتلةً ومُسيطر عليها من قبل الكيان الصهيوني الإسرائيلي ومُنذ عدة عقود !؟ وتحديدا مُنذ حرب 67 ولحد الآن وتلك الجزر المسلوبة ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي!؟ وتقوم الرياض بالتعتيم والتغييب الإعلامي على هاتان الجزيرتان لأسبابٍ سياسية بحتة حتى لا يفتح آل سعود على أنفسهم أبواب المواجهة مع أخوتهم الأعزاء في تل أبيب !؟ وقد تبرأت عائلة آل سعود من هاتين الجزيرتين عندما قامت إسرائيل باحتلالهما ولقت بتبعيتهما على مصر خوفاً من المواجهة !؟ وبدوره السادات قد تبرأ منهما وقال " لا ياعم دول القزر مش لينا ولاهما بتاعنا دول تبع أرض الحجاز )؟
وقد احتلت إسرائيل هاتين الجزيرتين في حرب 67 بسبب موقعهما الإستراتيجي الهام لأنهما تقعان على بوابة مضيق تيران وقيل أن مصر قد استعارتهما من آل سعود لإغلاق المضيق أمام الملاحة الإسرائيلية ؟ ثم خسرتهما مصر في تلك الحرب كما خسرت صحراء سيناء والغريب أن أنور السادات لم يُطالب بهما ضمن اتفاقية كامب ديفيد !؟ لأنهما في الحقيقة جزراً " سعوديـة " ؟ ويأتي تخلي آل سعود عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح مصر , ليس حباً في مصر أو ترفعاً منهم أو كرماً حاتمياً نزل عليهم فجأةً ولكن هو الخوف من إسرائيل.وتطبيقا للمبدأ الذي يسيرون علبه وهو أن مبدأ المُقاومة والتحرير والسعي لاسترجاع الحقوق المُغتصبة هو جنون وطيش وتهور وهو ضرب من ضروب المُغامرة والمُقامرة غير محمودة العواقب ! لذل فليس من الغريب أن نُشاهد ونفرأ في إعلام آل سعود نقداً واتهاما للمُقاومة في العراق وفلسطين ولبنان وينعتونها بالإرهاب وقتل المدنيين ويجرمونها !.
بل أنهم يستخفون بكل من يؤيد أو يدعم مبدأ المقاومة.
يدعي آل سعود وأذنابهم بأن تيران وصنافير جُزراً مرجانية غير مُهمة ولامأهولةً بالسكان لذلك فهم لايأبهون بهما هو ادعاء كاذب ؟ ..لأن أهميتهما كبيرةً جداً بسبب الموقع الإستراتيجي الحساس حيث يقعان في بوابة مضيق تيران وبهذا فموقعهم يُسيطر على بوابة خليج العقبة وإيلات الإسرائيلية وهما يُعادلان في الأهمية بالنسبة للموقع كجزر حنيش التي إسترجعتها اليمن من أرتيريا عبر التحكيم الدولي . ولو أن آل سعود فعلاً غير آبهين في فرض سيادتهم على تلك الجزر لأنها مُجرد جزراً مُرجانيةً غير مأهولة ولا توجد فيها ثروات معدنية أو بترولية ؟
فلماذا دخلوا في نزاع دامي مع اليمن على بعض الجزر المُرجانية الصغيرة المُشابهة كان من ضمنها جزيرة فرسان مع أنها لا تقع على أي منفذ بحري كما هي حال جزيرتي تيران وصنافير !؟ لكنهُ الخيانة والخوف والذل والجبن المُتأصل في جيناتهم الوراثية يجعلهم يتخلون عنهما لأن خصمهم هي إسرائيل !
فهم شاطرون فقط بالاستقواء بالسيد الأجنبي على جيرانهم العرب فكلما وقعوا في مُشكلة استقدموا المُجندات الأمريكيات للدفاع عنهم وحماية عروشهم الخاوية والآيلة للسقوط ! . أما في مواجهة إسرائيل فالأمر يختلف فهم يصبحون كالنعامة الربداء التي تبحث لها عن كومة رمل لكي تدس رأسها خوفاً وتوارياً عن الأنظار ! فلا تحزنوا يا أهل الإمارات لأن إيران تحتل جُزركم الثلاث فأشقائكم حكام اليمامة هم أيضاً يُعانون من نفس المصيبة ؟
فإسرائيل مُنذُ أربعين عاماً وهي تحتل جزرهم ( تيران وصنافير ) ولكنهم يُدارون خيبتهم ويُعتمون على هذا الأمر في إعلامهم حتى لايُحرجوا أنفسهم أمام الشعب ويظهروا صغاراً أمام أولئك الرجال الأشاوس الذين يُقاومون العدو الغاشم في العراق وفلسطين من أجل أن يسترجعوا أراضيهم المُحتلة ولكي يحرروا بيضة الإسلام من أسياد آل سعود . فليس عيباً أو عاراً على من يخسر جزءاً أو بعضاً من أرضه في الحرب ويبقى يُقاوم ويُجاهد بكل ما أوتي من قوة وعزم لاسترجاع أرضه وكرامته ؟
ولكن العيب والعار كل العار لمن كانت قد أختلت أراضيه من قبل العدو ومع هذا يُحاول أن يُبرر ذلك الاحتلال ويجد له الأعذار بل ويُريد من الكل أن يصبحوا مثله خونةً ومُدجنين على طريقة كنتاكي تشكن !